(المحتوي في الاسفل منقول الغرض الوحيد منه هو مساعدة الكتاب ولم أكتب منه شيئاً)

-المعارك :

المعارك .. كيف يتم تنفيذها في الفانتازيا ؟على حسب معرفتي القليلة بكتاب فانتازيون عرب هواة , و كتاب فانتازيون أجانب هواة كذلك , أستطيع القول أن الأمر يمثل معضلة للطرفين .. المعارك مشكلة عويصة و تعتبر حجر عثرة يفكر فيها الكاتب قبل و أثناء و بعد كتابة المعركة ..

في سلسلتي الروائية قمت بأداء كثير من المعارك , أعترف أنني واجهت صعوبة في البداية و اتجهت للبحث عن أي شيء يساعدني , لكن حين يئست قمت بالكتابة من ذاتي و بطبيعتي , فوجدت نفسي جيدا نوعا ما في هذا المجال ..

هنا يطرح السؤال نفسه .. ما أهمية المعارك في الفانتازيا و الخيال العلمي ؟!

الأمر لا أعرف له تفسير , لكن هو من الأمور المغرية لنا كتاب الفانتازيا أن نقوم به , و شيء ممتع لقراء الفانتازيا كي يقرؤونه , الأمر مترسخ في قواعد الفانتازيا و الخيال العلمي بكل تأكيد , لكن المشكلة أن المعارك تختلف بصورة كبيرة و بالتالي تتنوع أساليبها و طرق كتابتها

..

هل كتابة المعارك شيء صعب ؟!

كما يقول الطب لدي , it depends , و هذا يعني أنه يختلف من حالة لأخرى , لكني سأحاول أن أجمل المعارك في هذه النقاط الثلاث

..

بالنسبة لي , كي أقوم بتخطيط معركة كبيرة , لابد أن أستوفي الثلاث نقاط التالية :

-تخطيط المعركة .. إستراتيجيا

-تحديد الأبطال و القواد و من سيموت ..

-تخطيط المعارك الفردية ..

بالنسبة لو كانت المعارك معارك بين أشخاص فسيتم تطبيق النقطة الثالثة على الأمر فقط , لو كانت معارك بين جيشين ضخمين يتم تطبيق الثلاثة نقاط على الأمر , لهذا سأشرح الثلاثة نقاط و أتمنى أن أفيدكم ولو قليلا

..

-تخطيط المعارك إستراتيجيا :

حقيقة أراها أهم عنصر من عناصر المعركة ..

القتال يدور على أرض , الأرض تتكون من تضاريس , من أماكن للجيشين , من مسافة بين الجيشين ..

أولا أقوم بإحضار ورقة رسم , ثم أرسم أرض المعركة كروكيا , حيث التضاريس العامة , من طبيعة الأرض و المناخ حينها , هل يوجد جبال , أنهار , بحار , رمال , تلال , هضاب , منخفضات , ثم أقوم بتحديد مركز كل جيش في المكان , و أقوم بعدها بتحديد المسافة بين الجيشين و ما يكون فيها من تضاريس بصورة أكثر تحديدا , فوجود مثلا جبل في منطقة أمام جيش يعتبر نقطة قوة إن تسلق لرماة هذا الجبل , و نقطة قوة حيث يحمي من ورائه من السهام , لكن نقطة ضعف لو غفل عنه الجيش و تسلقه أفراد الجيش الآخر و استغلوه بالطريقة التي لم يستغله بها الجيش الثاني .. و هكذا ..

بعد ذلك يتم تحديد خطة كل جيش , و من سينتصر , و كيف ..

يجب أن نضع في الحسبان أن الحرب بين جيشين النصر فيها يكون بالإستفادة من أخطاء جيش من قبل الآخر , و كذلك بقوة و تماسك الخطوط ..

الأخطاء يجب أن يتم تحديدها .. زمنيا و مكانيا .. و تحديد الطريقة التي يمكن للجيش المنافس الإستفادة منها ..

يجب أن نعلم جيدا أن الخطط العسكرية التي يتم وضعها قبل القتال يتم تغييرها بتلقائية و مرونة في الحرب , و هذه القرارات تكون عادة من القائد الأعلى أو قواد المناطق في الجيش , و إن تدخلت خبرة بعض الجنود و الأبطال لحسم الصراعات الفردية ..

الخطط العسكرية كثيرة , يجب أن تقرأ و تطلع على خطط القتال , تشاهد أفلام قتالية كثيرة و تستفيد من الخطط الموجودة هناك , من الخطط تقسيم الجيش حسب فئاته , النبالة أين مراكزهم ؟ و المشاة أين مواقعهم ؟ و الفرسان أين يتمركزون ؟ و من الخطط خطط الهجوم , و كيف يتم إدارة القتال , فلا تحصر نفسك داخل بوتقة واحدة

..

-تحديد الأبطال و القواد ومن سيموت :

من البديهي أن يتم تقسيم كل جيش إلى فرق , كل فرقة لها قائد , ثم يتم تجميع كل مجموعة فرق ليكون عليها قائد واحد و تلقب باسم حسب منطقتها , حيث منطقة القلب , منطقة الجناح , مؤخرة الجيش .. و غيرها ..

عادة ما يكون أبطال روايتك في أحد الجيشين , لهذا لا يهمك معرفة أبطال الجيش الثاني إلا اسما و شكلا فقط , فأنت لن تصف شيئا في المعركة إلا من منظور أبطالك ..

عليك أن تفكر في القتال كالتالي :

الجيش الكبير يتكون من مجموعات , كل مجموعة تقاتل في مشهد خاص بها , أي قتال يؤثر على قتال المجموعات الأخرى , و هذا ما يعني أن الإنهزام في مجموعة قتالية سيؤثر حتما على بقية أفراد الجيش بكل تأكيد ..

المجموعات تتكون من جنود و بطلك الذي سيصف الأحداث , كل بطل اعتبر أن له مشهد خاص به في المعركة , تخيل مشاهد أبطالك جميعها وفق سيناريو القتال , ثم اكتب هذه المشاهد على الورقة إن لم تستطع التحكم فيها بعقلك جيدا ..

ثم بتقسيم مشاهد كل بطل إلى أقسام , مثلا خمسة أقسام , حدد مناطق الفصل فيما بينهم , ثم قم بخلط الأوراق ..

فعلى سبيل المثال قم بكتابة المشهد الأول للبطل ( أ ) أولا في المعركة , ثم اتبعه بالمشهد الأول للبطل ( ج ) , و الأول للبطل ( ه ) , ثم المشهد الثاني للبطل ( أ ) مرة أخرى , ثم المشهد الثاني للبطل ( ه ) , ثم المشهد الأول للبطل ( ب ) , و هكذا

..

ما أريد إيصاله لك هنا أمرين :

–لا تكن متسلسلا بوقع ثابت , حتى لا يمل قارؤك

–المعركة تدور أحداثها في نفس الوقت , لهذا فحركات أبطالك ستكون في أوقات مختلفة , ففي الوقت الذي تريد وصف المشهد الثاني لبطل معين يكون بطل آخر لم يتحرك بعد , أو منغمس في مشهد قتالي خاص به وصفته أنت أو وصفت جزء منه سابقا , لهذا لماذا تقوم بوصف مشهد هذا البطل إذا ؟ قم بوصف مشهد كل بطل في حينه ..

-تخطيط المعارك الفردية :

حسنا .. أعترف أن أغلبكم يفكر في تلك النقطة مباشرة دون التفكير في النقطتين السابقتين ..

المعارك الفردية هي أساس كل شيء .. لكنها أصعب المعارك بكل تأكيد ..

سواء كنت تستخدم أسلحة العصور الوسطى , أو تستخدم التعاويذ و اللعنات و الأمور السحرية , أو تستخدم السفن الفضائية , كل هذا لا يهم , الأهم هو تفكيرك في كل معركة كيف يكون ؟! وكيف تصف المعارك ؟

كنت قديما أستخدم طريقة جميلة في وصف المعارك , كنت أشبهها بطريقة القفز فوق الشخصيات , و هذا يعني أنني كنت أصف مشهدا لقتال أحد الأبطال ثم أنتقل منه لمشهد آخر لقتال زميل له .. هنا الأمر مختلف تماما عن وجود الأبطال في الحرب , فالمعارك الفردية أو الجماعية القليلة العدد تكون كافة الشخصيات موجودة في نفس الحيز الضيق من المكان , و هذا ما يضع المؤلف في موقف صعب , لأنه من المفترض أن يدير المشهد باحترافية , و أن يصل بكافة الشخصيات لبر النهاية دون أن يخل بدور أي شخصية عن أخرى

..

كانت المشكلة تكمن في نقطتين على ما أتذكر من حواري من أحد الكتاب الهواة : مشكلة منطقة الإنتقال , و مشكلة الوصف

بالنسبة للوصف فالمشكلة تكمن في وصف كل شيء تفصيليا أم وصف البعض منه ؟

أي أن الكاتب عليه أن يصف تفاصيل معركة كل فرد كاملة أم يصف تفاصيل و يخبئ تفاصيل ؟

حقيقة لو أراد أحدكم أن يصف كل شيء لأتى بآلاف الصفحات و كتبها عبثا .. معذرة نحن نكتب ولكن لا نصيب القائ بالملل .. المعارك يجب أن تكون فيها أحداث قتالية مختفية و هذا أمر خارج عن إرادة أي منا بكل تأكيد

..

بالنسبة لمشكلة الإنتقال , وهي مشكلة شائعة بين الكتاب عامة , بالنسبة لي أستخدم الحواس الخمسة و خاصة البصر في القتال , حيث يبصر البطل الذي أصف مشهده بطل مجاور له يقاتل فأنتقل تلقائيا لمشهد قتال هذا البطل , تساعدني تلك الطريقة في الإنتقال السلس بلا أية مشاكل على الإطلاق , و أحيانا أستخدم صوت صليل السيوف أو تصدي ترس لضربة سيف بجوار البطل لأنتقل لمشهد آخر , لكن البعض لا يحبذ تلك الطريقة

..

بعضهم يحب الكتابة على هيئة بلوكات منفصلة , كما الحال في المعارك القتالية الضخمة , حيث يصف جزء من مشهد بطل , ثم يتركه و يتحرك نحو بطل آخر , استخدمت تلك الطريقة أيضا و هي جيدة في حالة المعارك المتفرقة لكن المتداخلة لا أحبها حقيقة ..

أحيانا نجد أنفسنا في مشهد قتالي مشترك , أي أن أكثر من بطل يتعاونون لقتال مجموعة سويا , مثال على ذلك ثلاثة أبطال يتجمعون ظهورهم في ظهور بعضهم لمواجهة مجموعة من الأوركس المتوحشة مثلا , حينها لا يمكن التوقف عند بطل و الإنتقال لبطل آخر , هنا سنجد أنفسنا نصف مشهد قتال بطل , و في أحد الضربات يجد سيفا يكاد يهوي على عنقه وترسه مشغول بتلقي ضربة أخرى , فنجد ظهور شخصية الزميل تظهر في الكادر و تقوم بإنقاذه , حينها لا أحبذ كثيرا الإنتقال في الوصف لمنظور الشخص الجديد في الكادر , لكن أكتفي عادة بتعليق من هذا الوافد الجديد و رد بطلي على كلماته التي عادة ما تكون سخرية , ثم بعدها أقفز بالكاميرا فوق الثلاثة أبطال و أنتقل حينها لبطل آخر مختلف عن بطلي السابق , ما أريد إيصاله هنا أن موطن الانتقال مهم , خطأ واحد في التقدير قد يدمر مشهدك تماما .. فاحذر ..

تعلمت اليوم طريقة جيدة في الوصف , اسمها طريقة الثلاثة , و هي تعتمد على كتابة حركة قتالية من البطل تتبعها جملتين من الوصف , ثم حركة قتالية تتبعها جملتين من الوصف , عادة ما تكون الجملتين وصفا لحالة البطل بعد الضربة .. مثال :

رفع ناروتو سيفه لأعلى و هوى به على عنق عدوه في سرعة . انطلقت قطرات من الدماء تغرق ملابسه و وجهه الصارم . أخذ يلهث من فرط إثارته و يحدق نحو عدوه . اندفع قافزا لأعلى ليهوي بترسه على عنق العدو , لكنه يقفز في سرعة متجنبا الضربة , فيشعر ناروتو بالسخط داخله لأنه ترك عدوه يعيش لحظات أخرى ..

هكذا مثلا ..

بالنسبة لي لا أرى تلك الطريقة رائعة , لأنني أولا لا أحب التقيد بأي شيء بقدر استطاعتي , ثانيا أرى أن تلك الطريقة تحجم أحيانا الوصف في جملتين فقط , لكنها جيدة للمبتدئين أو لمن يرغب بتنظيم فكره القتالي بصورة منظمة ..

أخيرا النصيحة المعتادة .. شاهد أفلام قتالية كثيرة .. اقرأ الروايات و حلل المواقف القتالية جيدا .. لا تقف عند حد الانبهار و تجاوزه و اتجه صوب التحليل البناء .. لا تكرر نفس التكتيكات القتالية كل مرة و نوع في كل مرة ..

وفوق كل شيء هذا مجرد رأيي الشخصي البحت من تجربتي المحدودة .. أتمنى أن اكون قد أفدتكم ولو بالفتات

2021/09/18 · 195 مشاهدة · 1681 كلمة
نادي الروايات - 2024